كيفية الصلاة الصحيحة للنساء
تُعد الصلاة في الإسلام من أهم أركان العبادة التي يلتزم بها المسلمون، فهي علاقة مباشرة بين العبد وربه، ومهما كانت ظروف الإنسان أو حالته، تظل الصلاة الوسيلة الأساسية التي تقوي هذه العلاقة. وقد بيّن الإسلام كيفية أداء الصلاة وفقًا للضوابط والشروط التي يجب أن يلتزم بها كل مسلم، سواء كان رجلًا أو امرأة. ومع أن أساس الصلاة واحد للجميع، إلا أن هناك بعض التفصيلات التي تخص النساء في كيفية أدائها بشكل صحيح، وذلك بسبب خصوصية بعض جوانب الجسد والحركة والملبس.
في هذا المقال، سنتناول كيفية أداء الصلاة الصحيحة للنساء، مع التركيز على جميع الجوانب التي يجب مراعاتها في كل خطوة من خطوات الصلاة.
أولًا: شروط الصلاة التي يجب توافرها
قبل البدء في الصلاة، يجب على المرأة التأكد من توافر بعض الشروط التي لا غنى عنها:
-
الطهر من الحدث الأكبر (الحيض والنفاس): يجب على المرأة أن تكون طاهرة من الدماء، أي أنها يجب أن تنقضي فترة الحيض أو النفاس لتتمكن من أداء الصلاة.
-
الطهارة من الحدث الأصغر: يجب على المرأة أن تكون قد أتمت الوضوء قبل الشروع في الصلاة.
-
الستر: يجب على المرأة أن تلبس ثوبًا ساترًا يغطي جسمها بالكامل، بما في ذلك شعرها، ويجب أن يكون الثوب سميكًا وغير شفاف.
-
القبلة: يجب على المرأة أن تتجه إلى القبلة أثناء الصلاة، وذلك من خلال تحديد الاتجاه الصحيح نحو الكعبة في مكة المكرمة.
ثانيًا: كيفية الصلاة للنساء
1. النية
النية هي أول خطوة في الصلاة، ويجب على المرأة أن تنوي في قلبها أداء الصلاة للَّه عز وجل. لا يلزم أن تُلفظ النية، بل يكفي أن تكون موجودة في القلب. كما يجب أن تكون النية خاصة لكل صلاة على حدة، أي أنه إذا كانت المرأة تصلي صلاة الفجر، عليها أن تنوي صلاة الفجر فقط.
2. التكبير
بعد النية، يجب على المرأة أن ترفع يديها حذو أذنيها وتقول “الله أكبر”. رفع اليدين أثناء التكبير ليس بواجب، لكن يُستحب في الصلاة، وتستطيع المرأة أثناء الصلاة أن تترك يديها على جانبيها إذا كانت لا تشعر براحة في رفعهما.
3. القيام
يجب على المرأة أن تقف مستقيمة عند بدء الصلاة، بحيث تكون قدميها متوازيتين ومتجاورتين. يفضل أن تكون الأصابع موجهة نحو القبلة، ويجب أن تحرص على أن يكون الجسم في حالة استقامة طوال الصلاة.
4. الركوع
بعد أن تُكمل المرأة قراءة سورة الفاتحة وسورة أخرى، يجب عليها أن تنحني في الركوع. يجب أن تضع يديها على ركبتيها وتُبقي ظهرك مستقيمًا، بحيث لا يُقوس أو ينحني، وتحاول أن تصل بيدها إلى ركبتيها بشكل مريح. يُستحب للمرأة أن تُبقي ذراعيها بعيدتين عن جسمها في الركوع، مع تجنب إظهار مفاتن الجسم.
5. الرفع من الركوع
بعد الركوع، يجب على المرأة أن ترفع جسدها وتقول “سمع الله لمن حمده” إذا كانت إمامًا أو “ربنا ولك الحمد” إذا كانت تصلي بمفردها. يجب أن تقف في هذه الوضعية بشكل مستقيم قبل الانتقال إلى السجود.
6. السجود
السجود هو أحد أهم أجزاء الصلاة، حيث يضع المسلم جبهته وأنفه على الأرض، تعبيرًا عن الخضوع والعبودية لله عز وجل. بالنسبة للنساء، يُستحب أن تضع المرأة جبينها وأنفها على الأرض كما يفعل الرجل، لكن من المستحب لها أن تُضم ذراعيها إلى جسمها قدر الإمكان وتجلس بين السجدتين بحيث تكون ركبتها متجهة إلى بطنها. كما يفضل أن تضع قدميها بشكل مستقيم ولا تفرشهما بشكل كامل على الأرض. يجب أن ترفع قدميها أثناء السجود بحيث يكون القدم على وجه الأرض والقدم الآخر متجددًا في السجود.
7. الجلوس بين السجدتين
عند الجلوس بين السجدتين، يجب على المرأة أن تلتزم بأدب الجلوس بحيث تكون الجلسة متواضعة، مع وضع القدمين على الأرض بحيث تكون راحة الجسد مريحة ومتوازنة. يُستحب أن تكون اليدين على الركبتين، وأن تبتعد عن أي تصرف يُمكن أن يُظهر جسدها بشكل غير لائق.
8. التشهد
بعد السجدتين، تأتي مرحلة التشهد، حيث تجلس المرأة على ساقها اليمنى وتضع يدها اليمنى على فخذها اليمنى، واليد اليسرى على فخذها اليسرى. في هذه الوضعية، تبدأ في قول “التحيات لله، والصلوات، والطيبات”، ثم تذكر التشهد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
9. التسليم
في نهاية الصلاة، تقول المرأة “السلام عليكم ورحمة الله” إلى الجهة اليمنى أولًا ثم إلى الجهة اليسرى، مع التأكد من أن السلام يُسلم عليه في الاتجاه الصحيح.
ثالثًا: الأمور التي يجب على النساء مراعاتها أثناء الصلاة
-
حسن الملبس: كما ذكرنا سابقًا، يجب على المرأة أن ترتدي ملابس ساترة أثناء الصلاة. ويجب أن يكون الثوب الذي ترتديه خاليًا من الزينة والفتنة، وألا يكون ضيقًا أو شفافًا.
-
الاعتدال في الحركات: يجب على المرأة أن تكون معتدلة في حركاتها أثناء الصلاة، فلا ينبغي أن تكون حركاتها سريعة أو مفاجئة، بل يجب أن تتم الصلاة بتركيز وهدوء.
-
الخشوع: من أهم الأمور التي يجب على المرأة أن تركز عليها هي الخشوع في الصلاة. يجب أن تكون الصلاة طاعة لله عز وجل والتزامًا بعبادته. يُستحب للمرأة أن تقيم صلتها بالله وأن تتذكر الصلاة بالخشوع الكامل، بحيث لا تشتت ذهنها.
-
الطهر: يجب أن تحرص المرأة على أن تكون طاهرة أثناء أداء الصلاة. في حال كانت في فترة الحيض أو النفاس، يجب عليها الانتظار حتى تنتهي الدورة الشهرية أو فترة النفاس لتتمكن من أداء الصلاة.
-
أداء الصلاة في وقتها: يُستحب للمرأة أن تحرص على أداء الصلاة في وقتها المحدد، دون تأخير أو تفويت.
-
الابتعاد عن الأماكن القذرة: يجب أن تُؤدى الصلاة في مكان طاهر ونظيف، لذا يجب على المرأة أن تختار مكانًا خاليًا من النجاسة والأوساخ.
رابعًا: الصلاة في حالة الحيض والنفاس
في حالة الحيض أو النفاس، لا يجوز للمرأة أداء الصلاة. ومع ذلك، يُمكنها أن تقوم بالعديد من العبادات الأخرى مثل الذكر وقراءة القرآن دون لمس المصحف. بعد انتهاء الحيض أو النفاس، يجب عليها أن تقوم بالغسل (الطهارة) لتتمكن من العودة إلى الصلاة.
خامسًا: الصلاة في السفر
عند سفر المرأة، يُسمح لها بتقليص عدد ركعات الصلاة (قصر الصلاة) بحيث تصلي الظهر والعصر والمغرب والعشاء بركعتين فقط، مع ضرورة أن تكون قد أتمت الشروط الأخرى للصلاة.
الخاتمة
الصلاة هي عبادة عظيمة في الإسلام، ويجب على المرأة أن تؤديها بحذر واتباع كافة الضوابط التي تخصها، سواء كانت تتعلق بالملابس، الحركات، أو الطهارة. من خلال التزامها بالصلاة الصحيحة، تقترب المرأة من الله عز وجل وتحقق طمأنينة روحانية وسكينة.
